کد مطلب:190603 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:296

هذا الکتاب
بسم الله الرحمن الرحیم

اشراقة من حیاة الامام الخامس من أئمة أهل البیت علیهم الصلاة والسلام، أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن أمیرالمؤمنین علیهم السلام.

فهو علیه السلام مجمع الفضائل، و منتهی المكارم، سبق الدنیا بعلمه، و امتلأت الكتب بحدیثه، و لا غرو فی أن یكون كذلك بعدما سماه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بالباقر - كما فی حدیث جابر بن عبدالله الأنصاری - لأنه یبقر العلم بقرا، أی یفجره و ینشره، فلم یرو عن أحد من أئمة أهل البیت - بعد الامام الصادق - ما روی عن الامام الباقر علیه السلام، فها هی كتب الفقه، و الحدیث، و التفسیر، و الأخلاق، مستفیضة بأحادیثه، مملوءة بآرائه، فقد روی عنه رجل واحد من أصحابه - محمد بن مسلم - ثلاثین ألف حدیث [1] و جابر الجعفی سبعین ألف حدیث [2] ، و لیست هذه بمیزة له علیه السلام علی بقیة الأئمة، فعقیدتنا أنهم صلوات الله علیهم متساوون فی العلم، سواسیة فی الفضل، فهم یغترفون من منهل واحد: كتاب الله، و سنة رسوله، و ما أودع الله تعالی فیهم من العلم اللدنی بصفتهم أئمة الحق، و ساسة الخلق، و ورثة الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم.

نعم، الظروف التی مرت علی الامام الباقر علیه السلام كانت مواتیة، فقد كانت الدولة الأمویة فی نهایتها واهیة البنیان، منهدة الأركان، فاستغل علیه السلام الفرصة و نشر ما أمكنه نشره من العلوم و المعارف، كما استغل ولده الامام الصادق علیه السلام من بعده



[ صفحه 334]



انشغال الدولتین - الأمویة و العباسیة - عنه فأتم ما كان أبوه الباقر علیه السلام قد أسسه، و لو قدر للامام الجواد علیه السلام - مثلا - أن یحصل علی ظرف كظرف الصادقین علیهماالسلام فما كان لیقصر عن ذلك، فهو الذی أجاب فی مجلس واحد عن ثلاثین ألف مسألة، و هكذا بقیتهم علیهم الصلاة والسلام.

و هناك شی ء آخر یجب أن نفهمه: ان العلم جانبا واحدا من حیاة الامام أبی جعفر الباقر علیه السلام، فهو صلوات الله علیه أكثر الناس عبادة، و أعظمهم زهادة و أجمعهم لمكارم الأخلاق، و أحسن الناس سیرة، و أفضلهم سریرة.

و هذا الكتاب صورة مصغرة عن حیاة هذا الامام العظیم و ابن الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم و حفید الحسین الشهید و ما أحوجنا الیوم - و نحن نتطلع الی مستقبل أفضل - أن نأخذ من حیاته علیه السلام الدروس، و أن نستلهم من سیرته المثل الرفیعة، لنحقق أمانینا فی الاصلاح، و نعید مجدنا الغابر «و قل اعملوا فسیری الله عملكم و رسوله و المؤمنون».



[ صفحه 335]




[1] بحارالأنوار 11 / 83.

[2] أعيان الشيعة 4 ق 2 / 28.